الصفحة الرئيسية  أخبار وطنية

أخبار وطنية رسائل مشفّرة بالجملة في حوار الباجي قائد السبسي إلى هذه الأطراف

نشر في  16 جويلية 2018  (12:11)

كشف حوار رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي الذي بثّ مساء الاحد 15 جويلية على قناة نسمة كشف عن عديد المسائل الهامة والشائكة بخصوص الوضع الراهن والأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ أشهر موجّها في ذات الاطار عدة رسائل مشفرة تخص أطرافا بعينها لعلّ من أبرزها رئيس الحكومة يوسف الشاهد وكذلك حركة النهضة التي تساند بقاءه.  

حيث أنه وفي بداية معرض حديثه، حمّل الباجي قائد السبسي يوسف الشاهد مسؤولية تبعات قيامه بالتغييرات الأمنية الاخيرة لعلّ أبرزها إقالة وزير الداخلية السابق لطفي البراهم الذي اعتبر السبسي انه قام بواجبه وانّ اقالته شيء "أبهته"، وكان يجدر ان يتم تأجيل القيام ببعض التغييرات خاصة على مستوى الادارة العامة للاستعلام التكتيكي وكذلك في ما يخص ادارة الارهاب اللذان لم يكن من الحكمة تغييرهما في هذا الوقت بالذات.

وحول استفساره عن اسباب عدم اعتراضه لتغيير وزير الداخلية رغم ان رئيس الحكومة استشاره في هذا، أكّد الباجي قائد السبسي انه شخص يحترم الدستور حيث ان تغيير وزير الداخلية هي من مشمولات رئيس الحكومة الذي اكتفى بإعلامه بهذا الامر وفقا لما يقتضيه الدستور لكنه اخبره بأن ينتظر قليلا لما تقتضيه المصلحة الوطنية حتى يستقبله مشددا على ان لطفي براهم كان مسؤولا ممتازا في عمله.

تفاصيل هذا الحوار كشفت أيضا عن تخلي الباجي قائد السبسي عن دعم الشاهد سياسيا وعن توتر العلاقة بين أعلى رأسي هرم السلطة وكذلك مع حركة النهضة التي ابدت تمسكها بيوسف الشاهد وتجلى ذلك من خلال وثيقة قرطاج 2، وهنا كان الرئيس واضحا في موقفه المستمسك بالتوافق وبخيار الوحدة الوطنية وتجميع كل الحساسيات السياسية والقوى الحية من أجل المساهمة في إنقاذ تونس لكنه شدد على أن لا مجال لإقصاء أي حزب في سياق ديمقراطي حتى وإن كان ذو رأي مخالف كالنهضة وفق ما صرح به رئيس الجمهورية الذي أكّد أنّ لا مبرّر تمسكها بالاشخاص -تلميحا ليوسف الشاهد- وذلك ضمانا للاستقرار الذي اعتبر السبسي انه لا يتم ضمانه بالاشخاص وانما بالعمل السياسي.

أمّا في علاقة بالأزمة السياسية الخانقة والموقف من الحكومة ألزم الباجي قائد السبسي بصريح العبارة يوسف الشاهد بين خيارين إثنين إما الإستقالة أو الذهاب للبرلمان من أجل تجديد الثقة ملوّحا بنية الشاهد الصريحة للترشح لرئاسية 2019 مصرّحا في هذا الإطار بأنّ الاعناق اليوم مشرئبة إلى سنة 2019 ومن في الحكومة لا يجب عليه ان يفكر في هذا الأمر بل يجب عليه التفكير في النجاح وهو في فترة حكمه وليس التفكير في تمديد هذه الفترة مستفسرا اياه عن الاضافات التي سوف يقدمها ان نجح في ذلك". 

أما بالعودة إلى ما يعيشه حزب ندء تونس من مشاكل فقد لمح رئيس الدولة أيضا الى تحميل يوسف الشاهد مسؤولية ما يحدث واتهامه بالوقوف وراء ما يعيش على وقعه الحزب من تجاذبات وانقسامات ساهمت في تشتيته داعيا اياه الى رفع يده والنأي بمنصبه عن كل تجاذبات سياسية.

 هذا وصرح السبسي بانه من الواضح ان الحكومة الحالية تعيش مشاكل مع اتحاد العام التونسي للشغل ومع حزب نداء الذي يقومون "بتخريبه وهي اعمال ليست بريئة" معتبرا انه لم يتدخل لحل مشاكل النداء الذي كوّنه لكون منصبه كرئيس دولة الذي يحتم عليه عدم التدخل لضمان حرية العمل لكل الاحزاب والحساسيات السياسية.

واعتبر ان الوضع الحالي الذي يبلور تصادم الحكومة مع الاتحاد العام التونسي للشغل ومنظمة الاعراف وبعض الاطراف السياسية لا يمكن ان دوامه مشدّدا على ضرورة المحافظة على مسؤولية الجميع بما في ذلك حركة النهضة التي لا يجب اقصاؤها حتى ولو انها اخذت موقفا اخر.